كشفت دراسة أجراها باحثين من الجامعة الدولية في لا ريوخا (UNIR) وهي الأكبر من نوعها التي تركز على دخول المراهقين للمستشفيات ارتفاع نسبة حالات دخول المستشفيات بسبب اضطرابات نفسية بين المراهقين في عام 2021 مقارنة بعام جائحة كورونا بنسبة 51% في إسبانيا.
ارتفاع مستمر في حالات الاستشفاء
وأظهرت الدراسة أن نسبة الاستشفاء بسبب الاضطرابات النفسية لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عامًا ارتفعت باستمرار منذ عام 2000، حيث زادت من 3.9% إلى 9.5% في عام 2021. الأكثر إثارة للقلق هو أن حالات دخول المستشفى بسبب محاولات الانتحار زادت بأكثر من أربعة أضعاف خلال العقد الأخير، ليصبح الانتحار من أبرز أسباب الوفاة المبكرة بين الشباب.
تشير الإحصائيات إلى أن سلوكيات الانتحار تمثل نحو 2.4% من حالات الاستشفاء بين المراهقين، مع تفاوت ملحوظ بين الجنسين؛ فالفتيات يشكلن 73.4% من هذه الحالات، في حين أن حالات الوفاة في المستشفيات أكثر شيوعًا بين الفتيان. ويبلغ متوسط عمر دخول المستشفى 16 عامًا.
تطور أسباب دخول المستشفيات
تغيرت الأسباب المؤدية إلى دخول المستشفى بشكل كبير. ففي عام 2000، كانت الأسباب الرئيسية تتعلق بإدمان المخدرات، اضطرابات الأكل، والشيزوفرينيا. أما في 2021، فقد أصبحت أبرز الأسباب هي القلق، الاكتئاب، واضطرابات النمو العصبي مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) واضطرابات طيف التوحد (TEA). إلا أن معظم حالات الاستشفاء ما زالت مرتبطة بإدمان المخدرات (خاصة بين الفتيان) والأنوركسيا العصبية (بين الفتيات).
أشار الدكتور فيسنتي سوريانو، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن النتائج تمثل جزءًا صغيرًا فقط من العبء المتعلق بالاضطرابات النفسية لدى الشباب في إسبانيا، حيث إن الأرقام لا تشمل الحالات غير المشخصة أو التي لا تستدعي دخول المستشفى. وقد أيدت هذه الفرضية مجموعة من الأطباء النفسيين الذين شاركوا في البحث.
توجهات جديدة في أعمار دخول المستشفى
أظهرت الدراسة انخفاض متوسط العمر لدخول المستشفيات بسبب الاضطرابات النفسية من 17 إلى 15 عامًا منذ عام 2000، مع أن الفتيات يمثلن 51% من الحالات. تعاني الفتيات بشكل أساسي من اضطرابات القلق والاكتئاب، بينما يُظهر الفتيان نسبًا أكبر في مشكلات مثل إدمان المخدرات واضطرابات الانتباه والنشاط الزائد (ADHD).
ارتفاع ملحوظ في نسبة الاستشفاء
تظهر الدراسة أن نمط الاستشفاء بين المراهقين في إسبانيا تغير جذريًا منذ عام 2000. على الرغم من انخفاض إجمالي عدد حالات الدخول للمستشفيات بين الشباب بنسبة 23%، إلا أن نسبة الاستشفاء بسبب الاضطرابات النفسية قد تضاعفت 2.5 مرة، ليصل الآن إلى ما يقارب 10% من إجمالي الحالات.
نصائح حول استخدام الهواتف المحمولة بين المراهقين
تشير الأدلة إلى التأثير السلبي لاستخدام التقنيات الحديثة مثل الألعاب الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والعصبية للأطفال والمراهقين. وأوصت الدراسة بعدة نصائح بشأن استخدام الهواتف الذكية، مثل:
– تحديد وقت استخدام الهواتف في أوقات محددة من اليوم، مثل قبل العشاء.
– إبقاء الهواتف في غرفة منفصلة وإيقافها ليلاً.
– تأخير الوصول الكامل للإنترنت حتى سن 16 عامًا.
شارك في هذه الدراسة باحثون آخرون من جامعة UNIR وجامعة ميغيل هيرنانديز في أليكانتي، إضافة إلى باحثين من المستشفى الجامعي في أليكانتي.
